بقلم / د. أيمن نور .. حملة التوريث ..وميلودراما الوريث

من أكبر المشكلات الحقيقية التى تعوق مشروع التوريث فى مصر ، هو موقف الناس وإحساسهم بمحدودية قبول جمال مبارك ، وضعف قدرته على التواصل مع الناس !!

..عندما يتحدث جمال مبارك ، يذكرنى أحياناً بالكمبيوترالناطق باللغة العربية ، ورغم الجهود والنفقات التى تبذل للأخراج"الفنى" للقاءات والزيارات التى يقوم بها ، إلا أنها تذكرتى بعروض المسرح التجريبى المترجمه ، وتحديداً عروض الممثل الواحد !!

.. أنا لا أطيق مسرحا يقدم عرضا مدبلجا !! حيث يتحرك كل من علي المسرح ، ويشوح بيديه ، ويعبث بعضلات وجهه ، ويضحك ، ويصرخ ... بينما الصوت يخرج من جهة أخرى بعيداً عن الخشبه !! وكأننا في مسرح العرائس !!

.. الحمله ضد التوريث ، هي مواجهة للمسرح المغشوش ، الذي يسند دور البطوله للأقل موهبه وقبولاً !!

.. فأى سيناريو يفترض معه وجود شخصيات متعددة ، وأصوات مختلفة ، ومواقف متبانية ، بينما سيناريو التوريث يحبس فيه ممثل واحد زملاءه خلف الكواليس ، ويمنعهم من الظهور علي الخشبة ، ويدعي للجمهور أنهم كسالي !! وغيرصالحين ، وأنه سيتولي تمثيل جميع الأدوار ، وفقاً للمسئوليه الأسريه ، والحزبيه ،والمسرحية الملقاه علي عاتقه !!

.. هل يمكن لشخص واحد – حتي ولو كان كان نجل فرعون اوهامان – أن يعتبر خشبة المسرح أملاكاً خاصه به – فيشطب النص المكتوب ، ويلغيالسيناريو ، ويفضل الملقن ، ويحيل الممثلين للتقاعد ، ويطرد قائد الفرقة الموسيقية، والعازفين ، وعمال الديكور والإضاءة ، وقاطعة التذاكر ، وعامل البوفيه ، والطفل الواقف بأوراق"الكلينكس" علي باب دوره المياه ، وبائع الجرائد علي الرصيف ،والمنادي – الذي يصف السيارات أمام المسرح !! يفعل كل هذا فقط لأنه محدود الموهبه غير قادر علي منافسه أي طرف له !!

.. هذا لا يمكن أن يحدث علي خشبة المسرح – أي المسرح –لا سيما إذا كان هو القومي .. أو الوطني ، أو حتي الديمقراطي !!

.. فكيف لنا أن نقبل ألا يكون لنا رأي وموقف ودور في المسرحية التي تعالج شئون يومنا وغدنا وموتنا وحياة أطفالنا .. كيف يكون النص هوقصتنا نحن ، ويعلن البطل المودبلج عن إنتحارنا .. في حين أننا لا نزال قابعين في مقعدنا ؟!! أحياء رغم القرارات الجمهورية بنحرنا فدية لتمرير مشروع التوريث !!

.. كيف نسمح ان ندفع كامل الثمن ، للتذاكر ، والضرائب ،والرسوم والبقشيش أيضاً – ونكشف أن كل المشاهد تتوقف علي مزاج بطل العرض السابق !!وحالته الهضمية والسيكولوجية .. وأنه لا يوجد نص مكتوب ، ولا برنامج مطبوع ،ولاثمه مواعيد لرفع الستاره ، أو إسدالها !!

.. نعم هناك مسرح ات لشخص الواحد ، إلا أنه لم يعد هنا كمكان في هذا العصر لمسرح الآله !! بكل طقوسه وأوامره وأنصابه !!حيث تظل أقدارنا ،معلقه بين شفتي بطل العرض السابق ، أو قدميه !! وأيادينا مقطوعة ، حتي لانتورط في الاعتراض عليه وعلي أختياراته !!

.. عندما ينتهي العرض لا شىء يمكن أن يحدث أو يقبل ، أويعقل سوي إسدال الستار !!

.. مصر كلها تنتظر لحظة إسدال الستار وبداية عرض جديد يشارك فيه أبطال يمثلون ألوان الطيف السياسي المصري

.. لا احداً يرفض وجود جمال من حيث المبدأ فهو فى النهاية مواطن مصري له كل حقوق غيره لكن احداً لا يقبل أن يكون وجود جمال سبباً لإلغاءحق هذ الامه في ان تختار من بين جمال وغيره من البدائل الحقيقيه وليس البدائل الوهميه "الكومبرس" الذي تفتح له الطرق الأن لتمرير ميلودراما جمال مبارك

.. مصر كبيره علي جمال منفرداً وعلي الكومبرس الذي يروجله اعلام جمال واجهزة أمنه